handasty   كتب متخصصة   handasty     برامج تعليمية   handasty     فيديو    handasty                      

كونوا معنا على التقدم اعوانا



مجموعات Google ضع بريدك في الاسفل وأضغط إشتراك ليصلك جديد الموقع
البريد الالكتروني:

الأحد

تحدي الجيولوجيا الاصطلاحية:
لقد سمحت المقاربة العلمية الروسية والأوكرانية المختلفة جذرياً حول أصول النفط، سمحت للاتحاد السوفييتي بالعثور على كميات هائلة من الغاز والنفط في مناطق اعتبرت سابقاً غير مناسبة لتواجد النفط وفق نظريات الاستكشاف الجيولوجي الغربية. وقد استخدمت النظرية الجديدة المتعلقة بالنفط في مطلع التسعينات، بعد انحلال الاتحاد السوفييتي بكثير، للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة اعتبرت لمدة خمسة وأربعين عاماً حوضاً عقيماً جيولوجياً هو حوض دنيبر دونتس، الواقع بين روسيا وأوكرانيا. بدأ الجيو فيزيائيون وأخصائيو البتروكيمياء الروس والأوكرانيون، متبعين نظريتهم اللا حيوية حول الأصول السحيقة للنفط، تحليلاً مفصلاً عن ماضي بنية الأرض والبنية الجيولوجية البلورية لحوض دنيبر دونتس. وبعد هذا التحليل العميق للقطاع، أجروا تحريات جيو فيزيائية وجيو كيميائية. جرى حفر واحد وستين بئراً، كان سبعة وثلاثون منها منتجة تجارياً، مما يمثل نسبة مدهشة لنجاح الاستكشاف تقارب 60 بالمائة. يقارن حجم الحقل المكتشف بحقل نورث سلوب في آلاسكا. في المقابل، اعتبر الحفر الوحشي للولايات المتحدة ظفراً بنسبة نجاح تقارب 10 بالمائة. وهكذا، تعتبر تسعة آبار من كل عشرة «حفراً جافة». لقد أغلقت بإحكام الخبرة الجيو فيزيائية الروسية التي تسمح بالعثور على النفط والغاز في إهاب الستار السوفييتي التقليدي لأمن الدولة أثناء حقبة الحرب الباردة وبقيت مجهولةً في معظمها لدى الجيوفيزيائيين الغربيين الذين تابعوا تعليم الأصول الأحفورية وبالتالي، الحدود الفيزيائية الصارمة للنفط. وبدأت هذه الخبرة في النشوء لدى بعض الخبراء الاستراتيجيين داخل البنتاغون وحوله بعد الحرب على العراق في العام 2003 بكثير، ما يدفع للاعتقاد بأنّ الجيوفيزيائيين الروس يمكن أن يكونوا «أمراً» ذا أهمية استراتيجية كبرى. إذا كانت لدى روسيا المعرفة العلمية التي لا تملكها الأوساط الجيولوجية الغربية، ستحوز حينذاك على ورقة استراتيجية رابحة ذات عواقب جيو استراتيجية كبرى. لن يدهش أحداً أن تحرص واشنطن على بناء «ستار حديدي» يتضمن شبكة من القواعد العسكرية والدروع المضادة للصواريخ حول روسيا، بهدف قطع صلاتها المرفئية وأنابيبها النفطية المكرسة لتزويد أوروبا الغربية والصين وبقية القارة الأوروبية الآسيوية. سوف يتحقق أسوأ كابوس لهالفورد ماكندر، أي تطوير تعاون بعد تضافر المصالح المشتركة لدول القارة الأوروبية الآسيوية الرئيسية، تدعمها ضرورة النفط والحاجة إليه للحفاظ على التنمية الاقتصادية. ومن المثير للسخرية أنّ هذه الغاية المشهودة بالنسبة للولايات المتحدة المتضمنة الاستيلاء على ثروة العراق النفطية الكبيرة وربما ثروة إيران، هي التي لعبت دوراً أساسياً في هذا التعاون الأوثق بين العدوين الأوروبيين الآسيويين التقليديين، الصين وروسيا، وكذلك في وعي أكبر من جانب أوروبا الغربية بأنّ خياراتها تتناقص.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شكرا على هذا التنوير